أكد الدكتور المهندس زهير الخطيب رئيس مركز بيروت الوطن وأمين عام جبهة البناء اللبناني في معرض إدانته للأحداث المؤسفة في الجية وخلدة والتي أُزهقت فيها ارواحاً بأن التقاعس المريب والعجز الملفت للأجهزة الأمنية والقضائية في ملاحقة الأسباب ومحاكمة المسؤولين وراء أحداث مماثلة قبل عام أدى لتفلت الأمن واندفاع أصحاب الدم من عشائر خلدة للإقتصاص بأيديهم. وهكذا تصرف خارج أحكام القانون لم يعد منعزلاً ويكاد يصبح العرف اليومي عبر لبنان ويُذكر بما قام به كذلك بعض المكلومين بفقد أبنائهم لوحشية الإرهاب بالثأر حينها عبر قتل مواطنين أبرياء من أهل عرسال خاصةً بأنه مر أن ذاك بالصورة والصوت بدون رقيب من الدولة أو حسيب . إلا أن هكذا وضع على خطورته البالغة في ظروف لبنان الحالية لا يمكن أن يبرر لحزب عُرف عنه الانضباط الحديدي السماح لأنصاره وبتحريض واضح من بعض مسؤوليه بأن يحولوا مأتم القتيل من مناسبة حداد وحزن ويخرجوها من دائرة أهله عبر عراضة مذهبية بمئات الدراجين المستقدمين من ضاحية بيروت الجنوبية لموقف استفزازي في عقر المنطقة العشائرية في خلدة مع علمهم بحالة الحذر والتوتر الشديد التي تلت فعل الثأر في حفلة عرس الجية.
وتسائل الخطيب لمصلحة من في كل مرة تحويل خلافات شخصية أو فردية بين منتمين للسُنة أو الشيعة لمواجهات حزبية طائفية كحادثة برج أبو حيدر وغيرها.
وأضاف الخطيب بأن مثل هذه العراضات بالدراجات وشعاراتها كالتي شهدتها بيروت سابقاً في الأسواق في مواجهة المعتصمين المنتفضين وبغير سبب في مناطق قصقص وعائشة بكار كادت أن تشعل في كل مرة فتنة التحارب المذهبي كما أودت بأرواح وجرحى مطالباً الجيش اللبناني بمنعها وقمعها في مهدها متى ما ظهرت ولأي جهة انتمت أو ادعت.
وإستغرب الخطيب إذا كان من مصلحة المقاومة إشغال سلاحها وعناصرها في حرب أهلية داخلية لا مبرر ولا معنى لها في وقت يتربص بها و بلبنان أعدائه إضافة لكون هذه الممارسات تعطي وبلا أدنى شك المبررات للتدخلات الدولية والضربات العسكرية الأجنبية في لبنان. وفي هذا نبه الخطيب من الكلام الغير مسؤول الصادر بالأمس عن أحد النواب الطائفيين مصنفاً اللبنانيين على هواه ومتوعداً الرد بسلاح المقاومة وكأنه يقول للفريق الذي يهدده بأن يتجهوا بخياراتهم لطلب العون المسلح من دول كمصر وتركيا والسعودية أو غيرها للدفاع عن مناطقهم ومجتمعاتهم على مساحة الوطن من إحتمال تنفيذ غطرسته وعدوانه على طائفتهم ومذهبهم هذا وآملًا من حزب المقاومة لجم لسان هذا النائب ومحاسبته على التحريض ورفع منسوب الإستفزاز المتبادل ولتعريضه السلم الأهلي للإنهيار كما راجياً الحزب للتوقف نهائياً عن استخدام عراضات الدراجات بالشعارات البعيدة عن الدين الحنيف والتي بعلم أو جهل ستؤدي آنفاً أو لاحقاً إلى ما لا تحمد عقباه.
بيروت في 2 آب 2021